الغضب هو ردة فعل شخص ما عن نتيجة حصلت له دون أي توقع أو شعور منه، أو ربما يكون الغضب هو ردة فعل عكسية غير مبررة لزيد من الناس لأسباب تعزا لشخصية ذلك الإنسان, أو هو كما قال عنه ابن القيم رحمة الله ( وأما الغضب فهو غول العقل يغتاله كما يغتال الذئب الشاة وأعظم ما يفترسه الشيطان عند غضبه و شهوته ) . . . . .
تختلف الأسباب والغضب واحد وهو ردة فعل سلبية. ولكنها ليست سلبية في كل الأوقات فكل إنسان ينتابه الشعور بالغضب، ولكن الفرق يكمن في كيفية التعبير عن الغضب.
فهنالك أناس يحسنون التصرف، والتعامل في أوقات الغضب، فلا يقومون بأي ردة فعل تسيء لأنفسهم، أو تسيء لغيرهم. أنما يعبرون عن غضبهم بصورة الحضارية، التي تشعرهم بالراحة. وأنا لا أهتم كثيراً بالصورة الحضارية ولكنني أشدد على الشعور بالراحة. فمن المستحيل أن أقف مكتوف ألسان وربما اليد !! حين أصفع على غاربي عمداً من قبل صديق عزيز أو أخ غالي..!! والغارب هنا تعني الرقبة بلهجة أهل نجد المحبوبة.
هذا لآ يعني أنني لا أرد الإساءة بالمثل، أو أن أردها أضعاف مضاعفه !!!!!
أما عن النوع الأخر فهم عكس الفئة الأولى تماماً. فربما كان ذالك الموقف الذي رفع ضغط دمه، وسبب له ذالك الشعور المزعج الذي يدفعه للغضب سبباً في فصلة عن العمل، أو حتى أن يأخذ الناس عنه فكرة سيئة، وفي الغالب يحدث لأولئك الناس نتائج لا يحمد عقباها بسبب ردة فعلهم عند الغضب. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة حين قال : ( أن الغضب من الشيطان، وأن الشيطان خلق من نار، و إنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) رواه أبو داود وغيره .
نستطيع من خلال هذا الحديث أن نستنتج الكثير من الفوائد، وأهمها على الإطلاق هو التحكم في انفعالاتنا أثناء الغضب، فهذه من الأمور بالغة الأهمية فالإنسان يخالط شرائح كبيرة، ونماذج مختلفة من البشر، مما ينتج عن ذلك كثير من الاحتكاك، والتصادم بينهم. فالناس ليسوا بسواء، فهنالك مدير غاضب، وهنا زوجه ساخطة، وهذا أبن مراهق. ولو أننا كنا من ذوي الفئة الثانية لسبب لنا ذلك كثيراً من الحرج. ومن أسوء نتائج ذلك هو علاقتنا مع البشر. فقد نفصل من العمل، ونطلق الزوجة، ونترك الأبناء في متاعهم يلعبون ..!! وهذا والله ما يتجنبه العاقل. فالعلاقات العامة في هذا الزمن كالشجاعة في وقت عنترة، أو كالشعر في العصر الجاهلي. وربما تكون مثل الشعوذة في القرون الوسطى ..!!
ففي ألمانيا وبالتحديد عام 1987م قتل رجل نفسه وذلك بعد أن صرع زوجته بالمطرقة ضرباً على رئسها، حيث أن هذا الثنائي لم يتوقع أن يخرج لهم أبن داكن البشرة مما أدى إلى أثارة شكوك الرجل في زوجته. لم تكن كل تلك النذور و الحلفان كفيله بتصديقه فهو متيقن، وجازم أن الابن ليس من ظهره حتى غلب غضب الرجل على حلمة بعد مشادة كلامية نتج بعدها ما لم يكن على البال ولا على الخاطر فقد هتك بوجهها المطرقة وثجها ثجاً لم تفق من بعده . وفي أثناء محكمته عرض الدكتور الخاص بالزوجة إثباتات، وبراهين تأكد أن الجد الثامن لذالك الرجل كان داكن البشرة مما نتج عنه انتقال الجينات الوراثية لطفلهم الذي بات يتيماً بعد أن ماتت أمه بضربة مطرقة، وانتحار أباه بين جدران السجن المظلمة ..!!
نستفيد الكثير من هذه القصة : 1- عدم التسرع في اتخاذ القرارات. أي لا بد من التمهل قبل فج رئس حبيب، أو زميل، أو صديق. وهذا الشيء مرفوض تماماً في كل الديانات. 2- في حال لم تستطيع السيطرة على أعصابك، أو شعرت بتشتت، وضياع في أفكارك يرجا زيارة الطبيب النفسي، ولكم أن تخرجوا مئات الفوائد المستنبطة فقط من هذه القصة.!!!